إعداد - رشا أبو سعدة
يعتبر فن الديكوباج من الفنون التي تحاكي كل ماهو قديم، ويسمى أيضا بفن التزيين، وتحويل الورق القديم إلى لوحة فنية فريدة تروي قصص الحنين وحكايات اللحظات المنسية.
ولقاء مدونة موهبتي اليوم كان مع فنانة دمجت بين فن الديكوباج وفن الحضارة المصرية القديمة، فجمعت بين فنين بطريقة مبتكرة ومميزة، حيث جسدت مروة حسني "فنانة ديكوباج" من خلال أعمالها الجميلة الارتباط بين الفن والأصالة القديمة من خلال لوحة تعتقد لأول وهلة أنها وُجدت تحت التراب مدفونة لآلاف السنين، ولكنها عمل عصري بحت بأنامل مروة.
مروة والحنين لكل ماهو قديم
مروة حسني، خريجة علوم كمبيوتر، والتي تجري دراساتها الحرة حالياً في كلية الفنون الجميلة في جامعة الأقصر احترفت "فن الديكوباج" بسبب حبها الكبير لكل ما هو قديم وتمكنت من جمع شتات العصور الغابرة ومحاكاة الحضارة الفرعونية ووضعها بلطف أمام أعيننا وكل قطعة اختارتها حملت بين طياتها همسة من التاريخ، حيث عبرت عن حبها لكل ماهو أصيل بدءا من الأنتيك والكلاسيكيات وحبها الكبير لكل ماهو قديم، حتى على مستوى البيوت القديمة المبنية على الطراز الإسلامي والفرعوني، والفخامة الموجودة بالكنائس.
ووفق ما ترويه في حديثها مع منصة "موهبتي" ذكرت بأنها حين تعرفت على فن الديكوباج عبر صفحات محترفيه على مواقع التواصل الاجتماعي لم تتردد أبداً في عيش التجربة واستخدامه للتعبير عن روحها الفنية.
احتراف الفن
ودعما لتجربتها الفنية من أجل صقلها بالخبرة والاحتراف، انضمت "مروة" إلى نادي Artist Club الذي ساعدها في إتقان "فن الديكوباج" وفتح لها الباب إلى عوالم خفية وأحاسيس جميلة اختبرت عن طريقها العمق الذي يكمن في الصورة البسيطة المرسومة بحنان واهتمام، وعبرت مروة عن دعم مثل هذه المؤسسات للفنان، فاستفادت من تجربتها في التعاون مع سيدات مصرية اجتمعت على حب الفن نفسه.
كما أسست مروة علامتها التجارية الخاصة باسم " vintage art " التي تنقل من خلال صفحاتها على السوشل ميديا أعمالها الفنية وآخر أخبارها كفنانة ديكوباج.
كما شاركت مؤخرا في متحف سوهاج الفني الذي يضم كثير من الآثار المصرية بورشة فنية لتعليم مبادئ الديكوباج للأطفال، حيث قامت بتعريف الجيل الجديد بفن الديكوباج وتاريخه وأدواته، وشاركت أعمالها الفنية مع تعليم الأطفال تقنيات جديدة في فن الديكوباج.
الديكوباج بعيون مروة
وصفت لنا "مروة" "الديكوباج "بأنه فن يحتاج إلى صبر ودقة وتفان من الفنان كما يوجه المايسترو أوركستراه، فهي تختار القطعة بعناية وتضع ألوانها عليها باستخدام فرشاتها بمنتهى الرقة، فتندمج الألوان حينها وتذوب مع حواف القطعة فيخرج لنا عملاً فنياً متقناً. وأكدت لنا تعلقها الكبير بهذا الفن الجميل لدرجة تتمنى فيها أن تستطيع مساعدة أي إنسان يرغب بتعلمه بالمجان، وترغب في إيصال مزايا هذا الفن لأكبر شريحة ممكنة.
ويمكن لنا أن نقول أن فن "الديكوباج" يتحدث إلينا بلغة لا تحتاج إلى ترجمة فهو ليس مجرد تجميع قطع وتركيبها، بل هو صناعة حسية حرفية ويدوية يمكن استثمارها، ولهذا فإن "مروة" حريصة على أن تتميز منتجاتها بدقة عالية حتى يشعر كل من يقتنيها بأنها مصنوعة بكل حب وأناقة وأنها صناعة مصرية مميزة تلمس الروح الإنسانية وتنبض بالشغف.